المشاهد
تتحدث عن مرارة الوقت ومأساته، فهذه هي ثقافة التشجيع لدى المُشجعين والمُتابعين
والجمهور، فعند هزيمة وخسارة فريق، وفوز آخر، يخطف الجهل الروح الرياضيَّة،
فالشارع الفلسطينيّ يرى في جماهيره ثقافةً سلبيَّة، تتكرس بين صفوف الجماهير
الرياضيَّة.
شغبٌ لا مُبرر له
شغبٌ لا مُبرر له
ويرى المواطن
شريف عبيد، المُتابع للمباريات الرياضيَّة، أن الجماهير لم تصل إلى حد ثقافة وسقف
التشجيع المعروف في العالم، فالرياضة في واقعنا لا تُشكل ثقافة بالنسبة لمجتمعنا
الفلسطيني، وأكبر دليل على ذلك، أن الجمهور الآخر "الخاسر"، لا يتقبل
الخسارة، ولا يملك روحاً رياضيَّة.
ويُعرب حمزة اشتية عن استغرابه عن حجم ومدى الشغب الجماهيريّ في المباريات التي لا
علاقة لشعبنا الفلسطينيّ بها، ونرى التعصب والعداء الواضح والمُباشر في ذلك، وخير
مثال ما نراه في مباريات كرة القدم ما بين ريال مدريد وبرشلونة، فالجماهير تتبع
أساليب سلبيَّة وسيئة عديدة، خاصة داخل المقاهي والمباريات.
أما
المواطن محمود عودة، فيعتقد أن هنالك أمر يجب أن نُدركه نحن كَشباب فلسطيني، ألا
تحتكر الرياضة على الفوز والخسارة فقط، وبالتالي عندما نُشجع فريقاً مُعيناً نكون
متعصبين له بشكل مُبالغ فيه، ومن هُنا تبدأ الظاهرة السلبيَّة والمشكلة الفعليَّة.
وتقف
الطالبة مجد حسين في وجه سلوك الجماهير، ومُضادةً له، خاصةً ما يحدث عقب فوز أو
خسارة فريق، من عمليات حرق لرايات الفريق الآخر، والضرب، والشجار، وأعمال الشغب
المختلفة، فيجب أن نتملك جميعنا الروح الرياضيَّة.
ثقافة جماهيرية حاضرة
ثقافة جماهيرية حاضرة
وللتخفيف
من حدة وشدة التشجيع السلبيّ، يستوجب على الجهات المسؤولة حسب مُدربين رياضيين،
نشر الوعي والثقافة بين الجماهير الفلسطينيَّة، وفرض الأمن والرقابة الصارمة داخل
الملاعب.
ويُشير
الصحفي الرياضي أحمد العلي، إلى أن ظاهرة شغب الجماهير لا تقتصر على فلسطين فَحسب،
بل تُواجه جميع دول العالم بِنسبٍ مُتفاوتة، وإذا خصصنا في فلسطين فنحنُ تُعاني
منها في الكثير من المباريات أمام الملأ على أمورٍ لا تستحق، وجُل ذلك يتعلق
بثقافة المشجع، وقدرته على تقبل الهزيمة، وكل إنسان يبحث عن الفوز، لكن يجب أن
يكون لديه هامش ثقافيّ حتى لا يكون مُتعصباً، ويقبل الهزيمة.
وعن طُرق
الحد من هذه الظاهرة، يرى أن هُنالك الكثير من الوسائل، وتتفاوت فعاليَّتها من
أداة لأخرى، لكن العمل الرئيس يجب أن يكون بالعمل على جلسات توعية، وتثقيف
الجماهير من خلال عقد الندوات.
وطالب
العلي رابطة مشجعين الأندية على أهمية أن تلعب دوراً واضحاً في كيفية التعاطي مع
الجماهير عندما تكون على المدرجات خلال المباريات، لتنظيمها وترتيبها بشكلٍ أفضل.
ويبقى
اتخاذ الإجراءات اللازمة من الجهات المسؤولة وتفهم الجماهير الفلسطينية لها هي
السبيل الوحيد للنهوض بالواقع الفلسطيني، فالترفيه والتسلية تُحوله الجماهير
الفلسطينيَّة إلى شغبٍ ومناكفاتٍ، فهكذا هي ثقافة التشجيع لدى الكثير من الجماهير
حسب إجماع الرياضيين والجمهور.
تقرير رائع ومعبر
ردحذف